هل سمعتم عن قسطرة السمنة؟ هل ستحل القسطرة محل جراحات علاج السمنة في المستقبل؟
وفيما يلي مراجعة حديثة للأدبيات الطبية:
السمنة هي واحدة من أكبر المشاكل الصحية وأكثرها تعقيدا في العالم. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المرض يعد وباءً. تقلل السمنة من نوعية الحياة وتسبب زيادة في معدلات الوفيات المبكرة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة المرتبطة بتطور العديد من الأمراض المزمنة.
في عملية طفيفة التدخل (القسطرة) يتم إجراء انسداد شرايين السمنة Bariatric Artery Embolization لعلاج فقدان الوزن. في هذه العملية، نقوم بسد الشريان المعدي الأيسر Left Gastric Artery. يؤدي تقليل تدفق الدم إلى قبة المعدة إلى انخفاض في إطلاق هرمون الجوع، هرمون الجريلين. ونتيجة لذلك، يشعر المريض بشعور أقل بالجوع، ويقلل من تناول الطعام ويفقد الوزن.
في النماذج الأولى المطبقة على الحيوانات، بدا أن الحل ممكن وآمن. كانت النتائج الأولية واعدة وأظهرت التقارير الأولى أن هذا كان نهجا مبتكرا وفاعلا وآمنا لحل مشكلة السمنة ولوحظ فقدان الوزن بنسبة 4.7٪ -17.1٪.
إذا كانت العملية فعالة وآمنة وتسبب فقدان الوزن لماذا لا يتم إجراؤها؟
حتى الآن، لم تتوافر دراسات كافية لتحديد التأثير الدقيق في خفض كتلة الجسم، وتحسين شكل الدهون، ومرض السكري وغير ذلك في هؤلاء المرضى.
تشير عملية قسطرة السمنة إلى السمنة على أنها اختلال في التوازن بين الطاقة المستهلكة في الطعام الذي يتم تناوله وبذل الطاقة. ينظم هرمون الجريلين هذا الإجراء. في الوقت نفسه، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أنه في السمنة هناك مؤشرات إضافية تشمل السلوك البيئي/ البيولوجي/ الاجتماعي/ الطبي/ الاقتصادي التي لا تقل أهمية في حل المشكلة.
لمن لا تصلح هذه العملية؟
يمكن اعتبار هذه العملية بديلا لأولئك الذين ليسوا مناسبين لجراحات السمنة، ولكن يجب الجمع بين العلاجات الإضافية مثل تغيير نمط الحياة والعلاج الدوائي وما إلى ذلك.
في مقال نُشر في عام 2021 في المجلة الطبية CardioVascular and Interventional Radiology
قام الباحثون بتقييم الفاعلية والسلامة السريرية للقسطرة لعلاج السمنة لدى البالغين الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم بين 30-39.9 Kg/m2 ومتلازمة التمثيل الغذائي.
شملت الدراسة 10 نساء تتراوح أعمارهن بين 21 و 48 عاما بمتوسط مؤشر كتلة الجسم 36.37+-2.58 Kg/m2.
وشملت معايير الاستبعاد في الدراسة: الحمل، والرغبة في الحمل في العام التالي، وجراحة سابقة في المعدة، وأمراض القلب أو الرئة أو الكبد المتقدمة، واضطرابات التخثر وتعاطي المخدرات.
المشاركون الذين خضعوا للقسطرة على الأقل تم سد 2 من الشرايين التي تغذي قبة المعدة في 9 من أصل 10 مرضى.
بعد 6 أشهر من قسطرة السمنة، تم تقييم الفاعلية عن طريق تغير وزن الجسم، ومستويات هرمون الجريلين، ومقاومة الأنسولين، وتغير نوعية الحياة واضطراب الشراهة.
على الرغم من أن مجموعة الدراسة كانت صغيرة، إلا أن النتائج أظهرت أن القسطرة كانت فاعلة في تقليل الوزن، ومحيط الخصر، ومستويات الجريلين، ومقاومة الأنسولين في الدم. وقد لوحظ تحسن في اضطراب الشراهة ونوعية الحياة.
لم تتم الموافقة بعد على تنفيذ العملية إلا في ظل شروط الدراسة فقط.
المصادر:
Bariatric Embolization: A Procedure Dead or Alive?
Alberto Alonso-Burgos
CardioVascular and Interventional Radiology volume 44, pages607–609 (2021)
Bariatric Embolization in the Treatment of Patients with a Body Mass Index Between 30 and 39.9 kg/m 2 (Obesity Class I and II) and Metabolic Syndrome, a Pilot Study
Raphael Braz Levigard
CardioVascular and Interventional Radiology volume 44, pages598–606 (2021)