חיפוש
Close this search box.

احتقان أوردة الحوض: العوامل، التشخيص وطرق العلاج المتقدمة

قد تؤدي الآلام المزمنة في الحوض للمسّ بجودة الحياة وتؤثر على الأداء اليومي. من شأن التعرف على الأعراض والتشخيص الدقيق أن يفيد المريض، وكلما كان ذلك أبكر يكون أفضل.

مراجعة أدبيات طبية محدّثة للعام 2023 بقلم الدكتور زلمان يتسحاكوف

اضطراب تدفّق الدم في أوردة الحوض (Pelvic Vascular Disorder – (PeVD هو ظاهرة تسبب ألما مزمنا في الحوض، وتحصل نتيجة لتراكم الدم داخل الأوردة التي قد تتوسّع وتغيّر شكلها. نحن نتحدث عن مشكلة صحية جدّية قد تمسّ بنمط وجودة الحياة. الأخبار الجيدة هي أن التقدّم والتكنولوجيا الحديثة في المجال تلبي نقص الدّقة في تعريف الظاهرة، التي تساهم في تفويت التشخيصات المحتملة وعدم تقديم العلاج الأفضل لمتلقي العلاج الذين يعانون من هذه الحالات الطبية. هكذا أيضا يساهم التقدم في المجال، ويوفر قدرا أكبر من الوضوح بالنسبة لتعريف الظاهرة. مثال على الحداثة هو الخوارزميات (الألغوريثمات) التي تستخدم لتشخيص وعلاج احتقان أوردة الحوض، المصحوب بمدارك جديدة بشأن العلاج الحركي (الفيزيائي) لفرط ضغط الدم في المجمعات الوريدية المختلفة والأعراض المترتبة على ذلك، مع التشديد على التراكم الوريدي في الحوض والأعراض المصاحبة له.

ما هي أعراض الظاهرة؟

العرض الأساسي لمتلازمة احتقان أوردة الحوض هو آلام الحوض المتواصلة لمدة 6 أشهر على الأقل، والتي من شأنها أن تتفاقم لاحقا، وخصوصا لدى النساء الحوامل أو بعد الولادة. يدور الحديث عن ألم حادّ، حارق، بضغط مفاجئ مع التشديد على الحوض والمهبل لدى النساء، والتي عادة ما تظهر في الجهة اليسرى، لكن قد تمتد لكلا جانبي الحوض وتتفاقم في نهاية المطاف.  هذا بالإضافة إلى الحاجة المفاجئة للتبول، ظهور الأوردة المتوسعة والمشوّهة على المؤخرة، الأعضاء التناسلية الخارجية أو الركبتين، وآلام قبل أو خلال الدورة الشهرية لدى النساء. من بين العوامل المحددة التي تساعد في التشخيص المميّز والتي من شأنها التأثير على حدّة الألم، بالإمكان تعداد: الوقوف المتواصل؛ تغييرات في التوازن؛ القيادة أو الجلوس أمام الشاشات؛ الأكل؛ التبرّز؛ ممارسة العلاقة الجنسية. قد تضعف الأعراض المذكورة مع بدء فترة سن اليأس (انقطاع الطمث).

كيف يتم تشخيص ذلك؟

من أجل التأكد من أن الحديث يدور عن احتقان أوردة الحوض، من المهم فحص التاريخ الطبي وفهم مميزات الألم، بما في ذلك التعرف على الأعراض المرتبطة بالمسالك البولية، الجهاز الهضمي، الأعضاء التناسلية، العضلات والهيكل العظمي، بالإضافة إلى العوامل النفسية – الاجتماعية. هذا بالإضافة إلى إجراء فحص جسدي، وصف كيفي، وتقييم منهجي من شأنه أن يساعد في ضمان التعرف على كل مسببات الألم، بهدف تركيز العلاج وملاءمته لمتلقي أو متلقية العلاج. في بعض الحالات، يتم إجراء فحوص مخبرية، وفحوص إضافية بحسب التقييم الطبي، مثل الأمواج فوق الصوتية (أولتراساوند) للبطن أو للمهبل، التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT). أحيانا، تكون هناك صعوبة في التشخيص بواسطة وسائل التصوير المذكورة، الأمر الذي يستدعي إجراء قثطرة تشخيصية تهدف لتجسيد اتجاهات التدفق في أوردة الحوض. هكذا، يدلّ التدفق العكسي في الأوردة على وجود اضطراب. وسيلة إضافية بالإمكان الاستعانة بها عند القثطرة والمعروف كونها موثوقة جدا لتحديد التضيّق في الأوردة، يطلق عليها اسم IVUS. يدور الحديث عن قثطار يوجد في طرفه محوّل أمواج فوق صوتية صغير، يتيح إمكانية الرؤية بـ 360 درجة داخل وخارج الأوردة، من أجل تحديد أصل المشكلة. فحوص شاملة إضافية من المهم إجراؤها هي الفحوص المحددة التي تقوم بالتعرف على الالتهاب في المثانة البولية، التهاب عنق الرحم أو التهاب المهبل؛ فحص علامات وجود الورم؛ تعداد الدم لتقييم وجود كثرة الكريات البيض نتيجة لمرض التهابي في الحوض، وغيرها. 

يساعد مكان وطبيعة الألم في توجيه الطبيب نحو التشخيص، وتعتبر العوامل التي تفعّل وتخفف الألم بالغة الأهمية من أجل التشخيص المميز، مثل الألم المتفاقم عند الوقوف المتواصل أو في نهاية اليوم والذي يتحسن عند الاستلقاء. إذا كان الألم متقطعا، يتفاقم خلال الحمل أو بعده، فمن شأن هذه الحالة أن تشير إلى ألم مزمن وريدي المصدر  في الحوض. للمقارنة، من شأن الألم الذي يتحسن خلال الحمل أن يشير إلى سبب نسائي مثل الانتباذ البطاني الرحمي أو العضال الغدّي. هذا بالإضافة للألم الذي يتم الشعور به بعد العلاقة الجنسية، والذي قد يرمز إلى اضطراب في التدفق في أوردة الحوض (احتقان أوردة الحوض أو أعراض متلازمة ماي ثرنر).

على الرغم من أن وصف طبيعة الألم قد يساعد في تحديد المسبب، إلا أن هناك مواصفات مشتركة مع أمراض أخرى. يتم الحديث في بعض الأحيان المتقاربة عن ألم ثانوي ناتج عن اضطراب التدفق الوريدي (PeVD) كشعور بألم غير واضح أو كثقل في الحوض. في المقابل، ألم اعتلال عصبي يتم الحديث بصورة متواصلة عن أنه حارق، صادم أو حادّ. يتم الحديث عن آلام العضلات والهيكل العظمي كألم غير واضح أو دائم مع تفاقم حادّ أو تشنجات. قد يشير الألم الذي يمتد إلى الجهة اليمنى أو اليسرى إلى مرض الحصى في المسالك البولية، لكن عندما يمتد إلى المؤخرة أو الوركين فإنه يكون أكثر دلالة على اضطراب في تصريف الأوردة. تتحدث متلقيات العلاج المصابات بمتلازمة التهاب المثانة الخلالي (المؤلمة) أو ألم عضلات قاعدة الحوض، أحيانا، عن وتيرة مرتفعة للتبول بالإضافة إلى الألم خلال تفريغ المثانة. تميل متلقيات العلاج اللاتي تعانين من ألم الحوض المزمن للإصابة بالاكتئاب أو الهلع نتيجة للألم المتواصل والعلاج غير الملائم.

إمكانيات علاج احتقان أوردة الحوض

يعتمد اختيار العلاج على ملاءمة الأعراض لدى متلقي العلاج، وعلى فهم مسارات تدفّق الدم الوريدي في البطن والحوض. تعتبر إجراءات التشخيص كشرط لتوفير الحلّ الطبي الملائم أمرا بالغ الأهمية، نظرا لأن من شأن العلاج الخاطئ أن يفاقم الأعراض.

هنالك علاجان ثبت أنهما آمنان وناجعان لمتلقيات العلاج المصابات بألم الحوض المزمن الوريدي المصدر، دون أي علاقة بالعمر. الأول هو انسداد أوردة المبائض والحوض. وفعلا، بحسب ما ورد في الأدبيات، فإن نحو

82% – 100% من النساء اللاتي تم علاجهن بواسطة انسداد أوردة المبائض لعلاج احتقان أوردة الحوض، شعرن بتحسن في الأعراض على مدار فترة المتابعة.

العلاج الثاني الموصى به هو وضع دعامة في الوريد. يدور الحديث عن أنبوب معدني يشبه الزنبرك، والذي يتم وضعه في نقطة ماي ثرنر لفتح الوريد المتضيق، مما يتيح إعادة التدفق الوريدي لسابق انتظامه. يستغرق تراجع الأعراض بعد الإجراء عدّة أسابيع.

في بعض الحالات، يتم الشعور بتحسّن الألم بعد استخدام جوارب الضغط على الرجلين، وخصوصا لدى متلقيات العلاج المصابات بالدوالي من مصدر في الحوض.

من المهم أن نذكر أنه لا مانع من الحمل خلال فترة العلاج.

أمثلة لمسببات محتملة لآلام الحوض المزمنة

الفئة المميّزات أمثلة
الأوعية الدموية
  • تفاقم بعد كل حمل، بعد الوقوف أو النشاط المتواصل، بعد ممارسة العلاقة الجنسية وقبل الطمث (الدورة الشهرية).
  •  يتحسن عند الاستلقاء، في وضعية الرجلين المرفوعتين أو مع جوارب الضغط
  •  يتم الحديث عنه كألم غير واضح وثقل
  • قصور الأوردة في الحوض
  • تضيّق/ انسداد وريد الكلية الأيسر
  • الخثار الوريدي
الجهاز الهضمي
  • تغييرات في البراز أو الأكل
  • مصحوب بأعراض أخرى في الجهاز الهضمي
  • لا توجد ملاءمة أخرى مع النشاط أو طمث
  • حادّ، منتشر، غير موضعي
  • متلازمة القولون المتهيج
  • تفتّق
  • مرض السيلياك
  • إمساك
مشاكل النسوية
  • تحسن خلال الحمل، مقابل التفاقم خلال الدورة الشهرية أو أثناء ممارسة العلاقة الجنسية
  •  دوري
  • ملاءمة لتاريخ العمليات الجراحية النسوية
  • انتباذ بطاني رحمي
  • العضال الغدي
  • أورام ليفية رحمية ضامرة أو كبيرة
  • كتلة مبيضية
  • PID
العصبية
  • يوصف بأنه حارق، صادم أو حادّ
  • لا يتلاءم مع النشاط
  • تفاقم عند الملامسة أو التربيت
  • تحسّن بعد إحصار العصب
  • اعتلال العصب الحرقفي أو العصب الحرقفي الخثلي
  • الاعتلال العصبي الفرجي
  • ألم الفرج
المسالك البولية
  • تغييرات أثناء التبول أو عندما تكون المثانة البولية ممتلئة
  • مصحوبة بأعراض أخرى في المسالك البولية (مثلا، البول الدموي)
  • التهاب النسيج الخلالي في المثانية البولية (أي، متلازمة المثانة البولية الخلالية)
  • عدوى في المسالك البولية
  • حصى في الكلى
  • سرطان المثانة البولية
العضلات والهيكل العظمي
  • تفاقم في النشاط، عند الجلوس أو الوقوف المتواصل، أو عند ممارسة العلاقة الجنسية
  • يتم وصفه كشعور غير واضح، ألم، جذب، التواء أو ضغط متواصل
  • تحسّن عند الشدّ أو الاستراحة
  • ألم عضلات قاعدة الحوض
  • متلازمة الكمثرية
  • ألم العصعص
  • تشوّهات في العضلات في منطقة العمود الفقري
  • أداء مضطرب للمفصل العجزي الحرقفي
المميّزات أمثلة
الفئة الأوعية الدموية
  • تفاقم بعد كل حمل، بعد الوقوف أو النشاط المتواصل، بعد ممارسة العلاقة الجنسية وقبل الطمث (الدورة الشهرية).
  • يتحسن عند الاستلقاء، في وضعية الرجلين المرفوعتين أو مع جوارب الضغط
  • يتم الحديث عنه كألم غير واضح وثقل
  • قصور الأوردة في الحوض
  • تضيّق/ انسداد وريد الكلية الأيسر
  • الخثار الوريدي
الفئة الجهاز الهضمي
  • تغييرات في البراز أو الأكل
  • مصحوب بأعراض أخرى في الجهاز الهضمي
  • لا توجد ملاءمة أخرى مع النشاط أو طمث
  • حادّ، منتشر، غير موضعي
  • متلازمة القولون المتهيج
  • تفتّق
  • مرض السيلياك
  • إمساك
الفئة مشاكل النسوية
  • تحسن خلال الحمل، مقابل التفاقم خلال الدورة الشهرية أو أثناء ممارسة العلاقة الجنسية
  • دوري
  • ملاءمة لتاريخ العمليات الجراحية النسوية
  • انتباذ بطاني رحمي
  • العضال الغدي
  • أورام ليفية رحمية ضامرة أو كبيرة
  • كتلة مبيضية
  • PID
الفئة العصبية
  • يوصف بأنه حارق، صادم أو حادّ
  • لا يتلاءم مع النشاط
  • تفاقم عند الملامسة أو التربيت
  • تحسّن بعد إحصار العصب
  • اعتلال العصب الحرقفي أو العصب الحرقفي الخثلي
  • الاعتلال العصبي الفرجي
  • ألم الفرج
الفئة المسالك البولية
  • تغييرات أثناء التبول أو عندما تكون المثانة البولية ممتلئة
  • مصحوبة بأعراض أخرى في المسالك البولية (مثلا، البول الدموي)
  • التهاب النسيج الخلالي في المثانية البولية (أي، متلازمة المثانة البولية الخلالية)
  • عدوى في المسالك البولية
  • حصى في الكلى
  • سرطان المثانة البولية
الفئة العضلات والهيكل العظمي
  • تفاقم في النشاط، عند الجلوس أو الوقوف المتواصل، أو عند ممارسة العلاقة الجنسية
  • يتم وصفه كشعور غير واضح، ألم، جذب، التواء أو ضغط متواصل
  • تحسّن عند الشدّ أو الاستراحة
  • ألم عضلات قاعدة الحوض
  • متلازمة الكمثرية
  • ألم العصعص
  • تشوّهات في العضلات في منطقة العمود الفقري
  • أداء مضطرب للمفصل العجزي الحرقفي

للتلخيص، متلازمة احتقان الأوردة الحوضية هي حالة متواصلة تسبب الألم، تمسّ بجودة الحياة وتمنع القيام بالنشاطات البسيطة والمعقدة. من شأن تشخيص الأعراض وتلقي العلاج من خلال انسداد الأوردة أو إدخال دعامة، إعادتكم إلى مسار الحياة.

يتزايد الوعي لأمراض أوردة الحوض (احتقان أوردة الحوض ومتلازمة ماي ثرنر) كما هي الحال بالنسبة لمرض الانتباذ البطاني الرحمي الذي كان على مدار سنوات طويلة مرضا صامتا لم يتم التحدث عنه وتجاهلوا وجوده، والذي حصل في النهاية على اعتراف، وباتت الكثير من النساء اليوم تحظى بالعلاج له. يتيح تطور تكنولوجيات التصوير التشخيصي الغزوي إمكانية تقديم الحلول العلاجية الملاءمة شخصيا.

إذا كنتنّ تعانين من واحد أو أكثر من هذه الأعراض، فأنتن مدعوات للتوجه إلىّ لتلقي الاستشارة الطبية. سيؤدي التشخيص الصحيح بوسائل التصوير، الأكثر تقدما في العالم، والتي استعين بها، إلى نتيجة علاجية أفضل.

השאירו פרטים ונחזור אליכם בהקדם​